تأثير تكنولوجيا الاتصال الحديثة في أنماط الاتصال الأسري - دراسة ميدانية لعينة من الأسر بولاية الطارف -

Abstract

لقد سمحت لنا هذه الدراسة بمعالجة موضوع غاية في الاهمية يتميز بندرة الدراسات، فموضوع تأثير تكنولوجيا الإتصال الحديثة في أنماط الإتصال الأسري له أهمية كبيرة في الوقت الراهن حيث أصبحت هذه التكنولوجيا أمر لابد منه وأصبح الأفراد يعتمدون عليها بمختلف أعمارهم، ولا يخلو أي مجتمع بل حتى أي منزل منها وما يجب أن نؤكد عليه أن ميزة هذا التطور في تكنولوجيا الإتصال الحديثة في الوسائل والتقنيات كالأنترنيت، الهاتف الذكي.....إلخ، هو سلاح ذو حدين يحمل جانبين الجانب الإيجابي تجعل الأفراد يتواصلون مع غيرهم بسهولة وسرعة، والتطلع على كل جديد من أخبار، معلومات، بحوث علمية، كما وفرت الوقت والجهد والرفاهية للأفراد وإختصرت المسافات وقربت بين المتباعدين لكن في نفس الوقت قد بعدت هذه الأخيرة بين المتقاربين وهنا يكمن الجانب السلبي لها فكثلت الإدمان عليها أدى لضعف العلاقات الأسرية وقلة الحوار بين الاباء والأبناء، وبدل القيام بالزيارات العائلية أصبحت الأسر تكتفي بالإتصال بالوسائل الحديثة دون زيارة الأقارب ومن ثم لقد غيرت من الأسرة وقضت على الحوار والإتصال بين أفرادها. وهذا ما أكدته نتائج الدراسة الميدانية بعد التحقق من فرضيات الدراسة أن لتكنولوجيا الإتصال الحديثة تأثير كبير على لغة الحوار بين أفراد الأسرة فكثرة الإدمان على هذه الأخيرة أدى إلى استغلال وقت الأسرة الشحيح الذي يناقش فيه أفراد الأسرة إنشغالاتهم. ومن جهة أخرى كشفت هذه النتائج أن تكنولوجيا الإتصال الحديثة لها دور كبير في التأثير على العلاقات الأسرية وتغييرها حيث لم تقتصر على العلاقة بين الزوجين فقط بل تعدت حتى للعلاقة مع الأبناء وبين بعضهم أيضا وخلقت العديد من المشاكل الأسرية. وكشفت الدراسة أيضا أن الوقت المستغرق في استخدام تكنولوجيا الإتصال الحديثة أن الوقت المستغرق في استخدام تكنولوجيا الإتصال الحديثة يؤثر على أفراد الأسرة فينجم عنه ضعف مناقشة المسائل الأسرية والإهمال واللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية وبالتالي عدم الإهتمام بمشاكل الأبناء. وتعتبر نتائج الدراسة بمثابة نقطة إنطلاق لدراسات مستقبلية تفتح افاق جديدة لبحث ذو علاقة بموضوع تأثير تكنولوجيا الإتصال الحديثة في أنماط الإتصال الأسري ومعرفة أهم التأثيرات الناجمة