حضور الآلات الموسيقية التراثية في كتابات أحلام مستغانمي -ذاكرة الجسد والأسود يليق بك أنموذجا-
حضور الآلات الموسيقية التراثية في كتابات أحلام مستغانمي -ذاكرة الجسد والأسود يليق بك أنموذجا-
No Thumbnail Available
Date
2024
Authors
فوزية جيدايني
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة الشاذلي بن جديد الطارف
Abstract
في نهاية عملي، استخلصت مجموعة من النقاط أهمها :
ورد الحديث عن العود في رواية ذاكرة الجسد بالتسمية الشعبية له وهي العوادة التي وردت في الأغنية الشعبية التي غناها الفرقاني هو الذي قول يا ديني ماحلا لي عرسو ... بالعوادة، فهل لذلك العرس حقا من حلاوة حقيقية أم هناك حلاوة من نوع آخر ؟
إن الفرح في الأعراس القسنطينية التي كانت يحييها الفرقاني كانت تأتي على حسب ما ذكر في أغنيته من أثر الآلات التي يذكر كل واحد منها في كل مقطع من مقاطعه التي تمجد الموسيقى، وأثرها في إضافة حلاوة وفرحة على الأعراس.
ففي هذا المقطع يكون لآلة العود (العوادة) فضل كبير في إضافة الفرحة والسعادة على العريس المرحب به وعلى جمع الحضور وبلهجة عامية جزائرية يبتدأ الفرقاني أغنيته بكلمة جاءت على شكل نداء يا ديني " وهي من نسبة من المصداقية للكلام الذي سيأتي بعد هذه الكلمة، والفرقاني هنا يؤكد حلاوة العرس في خطاب يخص العريس موجه إلى كل من يسمع الأغنية مبرزا دور العود في إضافة جو ممتع ومدهش، وكان الفرقاني يخاطب شخص مقرب إلى العريس حين يتمنى أن لا تقطع للعريس عادة الله لا تقطعلو عادة وهو تعبير عامي ويجري في مصف الأدعية فهو دعاء، ويتبتل لاستمرارية الزواج، وهو طول
العمر للعريس كما في الدعاء له بالذرية الطيبة.
منحت الآلات الموسيقية أحلام مستغانمي القدرة على تقديم شخصياتها بطريقة فنية جديدة في الإبداع الروائي إذ جعلت كل شخصية من شخصيات روايتها شبيهة بآلة موسيقية تقربها شكلا ومضمونا، مما أضفى على الرواية سحرا وجمالية أدبية من نوع
خاص مستمدة من توظيف الآلات الموسيقية؛ حيثأصبحت شخوصالرواية كائنات ورقية بصفات آلات موسيقية؛ فالجد ناي أصيل قوي يستمد قوته من أنغامه التي يطلقها كل يوم في رحلة صعوده السلم الموسيقي للحياة الجبلية لمروانة، والأب عود شامخ حتى في موته الجسدي الذي تحدى من خلاله موت حنجرته وأصابع يده إن توقفا عن العزف والغناء، كما أن قادر وطلال آلتان متناقضتان تعزفان لحنين متنافرين في حياة البطلة هالة؛ إذ عزف الأول على أوتار عقل والدها، في حين أرسل الثاني نغماته لتداعب قلب هالة وتراقص روحها لكن الاثنان فشلا في امتلاك قيتارة لا تستطيع التأقلم مع النغمات القوية للمزمار ولا تستطيع الاستسلام لبيانو متقلب المزاج يحبها اليوم و يهجرها غد