تمثالت المشاهد المائية في الحكاية الشعبية -دراسة في نماذج مختارة-

Abstract

بعد رحمة بحث ممتعة، تمكنت من الوصول إلى النتائج التالية: أن الحكاية الشعبية عنصر ىام من عناصر التراث الشعبي . اعتمد الحكواتي في نقل تمثالت المشاىد المائية عمى آليات متعددة منيا الوصف والمغة المباشرة واإليمائية أو الحركات واإلشارات. استوحت الجدة صورة المشاىد المائية من وحي الطبيعة إال أنيا ألبست لباس البنية السردية لمحكاية كثالثية الحدث والزمان والمكان فضال عن المغزى العام لمحكاية في الكثير من األحيان. عبرت المشاىد المائية من خالل تمثالتيا المتنوعة عن أبعاد داللية مرتبطة بقيم أخالقية واجتماعية ونفسية ودينية وأخرى أسطورية. يختمف المشيد المائي في الطبيعة عن تمثمو في الحكاية الشعبية، فالصورة األولى مرتبطة بالنظر والواقع والخمفية اإليديولوجية والثقافية لمسارد/ لممتمقي، والقدرات الذىنية لمطفل ومدى استيعابو ، في حين يتمون المشيد المائي الحكائي بألوان الخيال وانزيحاتو . تتموضع المشاىد المائية أحيانا في قمب الحدث السردي، وتنزوي حينا آخر في شكل مشيد عابر إال أن كال المشيدين يجسد تقنية أسموبية فنية في عرض المشيد المائي مشبعة بالرموز والدالالت، وىو ما يبين الطاقة اإلبداعية لمجدة التي اعتمدتيا في السرد، و بالغة صور المشاىد المائية. قدرة الحكواتي عمى استحضار تمثالت المشاىد المائية بعناية، بحيث ينتقي المشاىد التي تخدم رسالتو التربوية واألخالقية، والمغزى المطموب من الحكاية وىو أسموب عن خبرة بالحياة وقدرة عمى فيم النفس البشرية وترويضيا وىو ما يتقاطع ّ عممي ينم مع مشروع الطب النفسي في العالج.

جاءت تمثالت المشاىد المائية ضمن موتيفات متعددة ومتنوعة بحسب موضوع كل حكاية، والعبرة الممتمسة منيا. القت الحكاية الشعبية المحولة إلى فيمم سينمائي نسب مشاىدة عالية تممس جميع فئات المجتمع وال تقتصر عمى الصغار فقط، وبالتالي كان لمصورة السينمائية التي حاكت مشيد الماء في الواقع القدرة عمى تثمين المتخيل عند المتمقين، فضال عن ترسيخ الصورة أي صورة المشيد في أذىانيم وتيسرييا التعبير عمى مختمف تمثالت الماء في الحكاية، من أجل تمرير أبعاد داللية مختمفة مشبعة بقيم تربوية، واخالقية واجتماعية ونفسية وغيرىا. ىناك فرق بين اآلليات المعتمدة في تمثيل المشيد المائي لمطفل بين الحكاية الشعبية الشفوية والفيممية،فاألولى تعتمد المغة واإلشارات واإليماءات والرموز والوصف السطحي بناءا عمى ما تقولو الجدة، والثانية تقدم المشيد المائي في صورة واقعية تقترب من المشيد المائي أكثر وتحاوره ثم تضفي عميو لمسات خيالية مستمدة من الموضوع المعالج. اختمفت التمثالت المائية من حكاية إلى أخرى وكل منيا يحمل، دالالت ورموز متنوعة ومتعددة. حضر موضوع الماء في معظم أركان الموروث الشعبي، كما ساعدت الحكاية الشعبية عمى الحفاظ عمى العادات والتقاليد المتأصمة. إن الحكاية الشعبية شديدة الصمة، بأىل المنطقة وظروفيم وأحداثيم ومبادئيم. الشعبية. نأمل أن تساىم محاولتنا ىذه في التنبيو إلى قيمة موروثنا الحكائي وتسميط الضوء عمى تمثالت المشاىد المائية في الحكاية الشعبية، فموضوعنا مفتوح وجدير بالدراسة